11 مباراة بلا هزيمة كأفضل انطلاقة في تاريخ المدربين الذين قادوا المنتخب الألماني ولكن!
من الجميل أن تقدم على انطلاقة تاريخية، ولا يعتبر هذا جديدًا على هانز فليك الذي كان قد خاض نفس التجربة الناجحة في انطلاقته مع بايرن ميونخ والتي ختمها بالتتويج بسبعة ألقاب كاملة وذلك في غضون 18 شهر فقط!
عاجل: فرانكفورت يعرض تمديد العقد على نجم الدوري الأوروبي
وكان فليك قد عادل إنجاز يواكيم لوف كذلك كأفضل انطلاق في المباريات الـ5 الأولى والتي حقق الفوز فيها جميعًا!
ولكن من بين الـ11 مباراة التي لم يخسر فيها فليك وفاز في 8 منها، فما هي المباريات التي عجز عن الفوز فيها؟
بكل بساطة فاز فليك في 8 مباريات وتعادل في 3 مباريات وهذه المباريات الـ3 كانت أمام المنتخبات التالية:
- هولندا
- إيطاليا
- إنجلترا
إلى أين أحاول الوُصول؟! بالطبع فليك عجز عن الفوز في المباريات التي خاضها أمام منتخبات الصفوة في أوروبا وهذا يعني أنه لا يختلف عن يواكيم لوف؟
لحظة، ومن قال بأن يواكيم لوف سيء؟ يواكيم لوف هو الشخص الذي قاد ألمانيا لتُصبح “بُعبُع” أوروبا والعالم واكتسح كافة المنتخبات الكبرى بلا استثناء! أه نعم صحيح باستثناء إسبانيا والتي لا تقارن حتى بالبرازيل والأرجنتين وفرنسا، بل أعتبرها آخر الكبار ولكنها بالطبع من صفوتهم!
لم يفز على إيطاليا؟ ولكنه أقصاها من اليورو بركلات الترجيح وكانت هذه المرة الأولى التي يُقصي فيها الألمان الطليان من بطولة رسمية وإن كان الفوز بركلات الترجيح يسجل تعادلًا على أي حال، إلا أنه الإقصاء الأول وهذا الأهم! ولا ننسى أنه فاز على إيطاليا في مباراة ودية 4-1 في 2016 كذلك.
حسنًا، هل لوف يعتبر مثالًا للفشل؟ مدرب فاز بكأس العالم بعدما مر بطريق البرتغال، فرنسا، البرازيل والأرجنتين وقبلهم أمريكا وغانا والجزائر! ودك حصون البرازيل بسباعية تاريخية لم تلده أمه بعد من يجرؤ على فعلة مماثلة وفي ملعب من؟ في ملعب بلاد السامبا وأمام جماهيرهم!
وهو من عوّد الكبار على الرباعيات من المانيا كالأرجنتين وإنجلترا وفريق كريستيانو رونالدو البرتغال وغيرهم من المنتخبات!
انتهينا من لوف، ولكن ماذا عن فليك؟ هل هما وُجهان لعملة واحدة؟ وما في ذلك؟ على العكس ألمانيا ستستقر لمدة 10 سنوات وتفوز بلقب قاري واحد على الأقل إن كان فليك نسخة جديدة من لوف!
ولكن الأهم إن كنت تقصد أنّ فليك يشبه لوف في فتراته الأخيرة مع المانيا، فهنا دعني أوضّح لك أمرًا مهمًا… تابع معي قراءة ما تبقى من المقال لأجعلك تعرف جيدًا تقييم فليك الحقيقي مع المانيا.
هانز فليك ومونديال قطر
11 مباراة دون تلقي أي هزيمة، 3 منها أمام إيطاليا، وهولندا، وإنجلترا وهذا يعني؟
بالطبع هذا يعني أن فليك عندما لا يكون في أتم الجاهزية يخرج متعادلًا أمام منتخبات الصفوة، ولكن متى سيكون في أتم الجاهزية؟
بعد تعادلاته أمام الكبار، فهو سيواجه المجر يوم 11 يونيو الحالي ثم إيطاليا يوم 14 يونيو، فهل المجر منتخب كبير؟ هل ستكون مقياس؟
ربما سيواجه صعوبة بالفوز على المجر وربما يسحقهم دون مشاعر، ولكن ستكون المباراة الأخيرة قبل مواجهة إسم عملاق مرة أخرى “إيتاليانو”…
ماذا رأيت في المانيا تحت قيادة فليك حتى الآن؟ ما رأيته أن هنالك بعض الأسماء مثل: جنابري، وساني، وفيرنر قد انتهت فرصهم وربما يخوضون بضع فرص أخرى قبل أن يصبحوا لاعبين دكة كأقصى تقدير. ثم ماذا؟
بكل بساطة ألمانيا بقيادة فليك أصبحت أكثر تنظيمًا، الدفاع أصبح أقوى من أي وقت مضى، والهجوم لا زال شائكًا في الحسم، ولكن فليك يصل تدريجيًا لما يريده وخاصة بعد مواجهة إنجلترا التي انتهت بالتعادل 1-1.
جوناس هوفمان اتضح بأنه وبعد خوض مزيد من التجارب، سيكون له مكانًا أساسيًا، فهو أكثر لاعب حاسم في المواجهات الـ11 كونه في مباراة إنجلترا سجل هدفًا إن دلّ دلنا على حسه التهديفي ولو كنت بدلًا من فليك لثبته أساسيًا في كافة المباريات المقبل قبل كأس العالم.
شلوتربيك وراوم، يا لهم من ثنائي رائع، ماذا عن توماس مولر؟ بالطبع أساسيًا والفضل له في الخروج على الأقل بالتعادل أمام إنجلترا، لماذا؟ نتحدث عن هذا في مقال منفصل بإذن الله.
ألمانيا عندما تلقت هدف أمام إيطاليا، تشعر بأن اللاعبين لم يكونوا يلعبوا على محمل الجدية، وسرعان ما تغير شكل الفريق بمجرد تلقى هدفًا، وسجلوا التعادل بعد 3 دقائق فقط من تلقي الهدف وهذا ما يجعل فليك عبقريًا فهو المدرب الذي مهما تقدمت عليه، سيعود دائمًا أو بنسبة كبيرة تصل لـ98% سيعود، وهذا ما رأيناه عندما قاد بايرن ميونخ.
فالدروس التي وجب أن نتعلمها من قيادة فليك للمانشافت أنه غير قابل للهزيمة حتى في أسوأ ظروفه!
فليك طبق جزءًا من قاعدة هاينكس التاريخية
في إحدى الأيام خرج أسطورة التدريب يوب هاينكس في مؤتمر صحفي وقال: “عندما أكون سيئًا أفوز بنتيجة 1-0”.
ما يحدث مع فليك اليوم جيد لأنه عندما يكون سيئًا يخرج بالتعادل ولا يخسر، بالطبع عدم الخسارة لن يستمر للأبد، وقد يحدث في أي لحظة ولكن الأهم من ذلك هو أن من يقرأ مباريات المانشافت بقيادة فليك يعرف جيدًا أن المنتخب الذي خسر مع كل صغير وكبير بالفترة الواقعة بين عامي 2018 و2021 لم يعد نفسه على الإطلاق.
يوم 11 يونيو سيواجه المجر، ثم يوم 14 يونيو سيواجه إيطاليا مجددًا وهذه المرة في ألمانيا، لن نعطف على فليك لأنه قاد البايرن لكافة الألقاب المحتملة، ولكن فوزه على المجر ثم إيطاليا يعني بداية حقبة جديدة للكرة الألمانية.

وقبل الختام أود الإشارة إلى أن فليك قد جرّب خطة 3-4-2-1 وكانت جيدة إلا أنه ورغم أن الدفاع ظهر بشكل جيد للغاية، ولكن وبعد دخول نجم السيتي غريليتش فقد تكررت الاختراقات من الجهة اليسرى وعليه ازداد وصول الكرة لمنطقة جزاء البايرن بفضل عرضياته الخطيرة.
وإن أردنا ذكر أفضل من ظهر في المباراة، هوفمان، ومولر، ونوير، وشلوتربيك، وراوم، وكان أفضلهم كيميتش الذي أظهر بسالة في منتصف الملعب وكان يخطف الكرات ويتسبب بهجمات سريعة للألمان عقب ذلك والله ولي التوفيق.